تقدير استراتيجي يستقرأ خمسة سيناريوهات حول مستقبل السلطة الفلسطينية في ضوء معركة طوفان الأقصى

تقدير استراتيجي يستقرأ خمسة سيناريوهات حول مستقبل السلطة الفلسطينية في ضوء معركة طوفان الأقصى
تقدير استراتيجي يستقرأ خمسة سيناريوهات حول مستقبل السلطة الفلسطينية في ضوء معركة طوفان الأقصى
جاءت معركة طوفان الأقصى لتُشكّل لحظة مفصلية في تاريخ قضية فلسطين، لتضع النظام السياسي الفلسطيني والشعب الفلسطيني أمام استحقاقات تاريخية كبرى، ولتضع السلطة الفلسطينية، المأزومة أصلاً، أمام أزمة وجودية؛ وأمام خمسة مسارات محتملة.
وفي هذا السياق، أصدر مركز الزيتونة تقديراً استراتيجياً يبحث مستقبل السلطة الفلسطينية في ضوء معركة طوفان الأقصى، حيث أعدّ مسودته كلٌ من أ. وائل عبد الحميد المبحوح وأ. ربيع أمين أبو حطب، وهما باحثان من غزة، مختصّان في الشأن الفلسطيني.
طرح التقدير خمسة سيناريوهات حول مستقبل السلطة الفلسطينية تتضمن بقاء الوضع الراهن، وانتهاء الحرب على غزة دون تغيير في معادلة من يحكم غزة في اليوم التالي للحرب، أو العودة إلى ما قبل انتخابات 2006، أي عودة إدارة غزة إلى السلطة الفلسطينية ليعود نظاماً برأس واحد تحكمه سلطة رام الله، أو تفكيك الاحتلال للسلطة الفلسطينية عبر إعادة الاحتلال الكامل لقطاع غزة والضفة الغربية وتطبيق سياسات الضم والتهجير، أو إلحاق غزة بمصر والضفة بالأردن، أو إصلاح النظام السياسي الفلسطيني بحيث يضمن مشاركة الجميع وفق قواعد العمل السياسي الصحيحة والنظم الديموقراطية، أو إقامة نظام سياسي جديد في الشكل والأدوات مدعوماً بشكل مباشر أو غير مباشر من العرب وأمريكا و”إسرائيل”.
وناقش التقدير هذه السيناريوهات وعملية الترجيح بينها؛ وأشار التقدير إلى مجموعة من المحددات التي تلعب دوراً مهماً في تعزيز أو إضعاف فرص السيناريوهات المحتملة على المديين المنظور والبعيد، ومن أبرزها مدى قدرة حماس على التكيّف مع الوضع الراهن، ومتابعة أدائها المقاوم، وقوة حضورها الشعبي، وضمان استمرارها في المشهد السياسي الفلسطيني، ومدى تعاملها مع سياسة الأمر الواقع والضغوطات الإقليمية، ومراعاة الوضع الإنساني الصعب في القطاع. بالإضافة إلى مدى تدخل المجتمع الدولي لإنهاء حرب الإبادة والتجويع، ورفض سياسة التهجير، والبنية الداخلية الإسرائيلية، وتأثير الخسائر العسكرية والاقتصادية والسياسية عليها، وإمكانية نجاح ضغط المعارضة والبيئة الشعبية في “إسرائيل” في إيقاف الحرب على غزة، وإبرام صفقة شاملة دون أي اشتراطات فيما يتعلق باليوم التالي للحرب، ومدى مقدرة الحكومة الإسرائيلية الحالية على تحقيق إنجازات على الأرض فيما يتعلق بضم الضفة الغربية.
كما أشار التقدير إلى محددات إضافية مؤثرة في السيناريوهات المحتملة لمستقبل السلطة الفلسطينية منها: موقف الحاضنة الشعبية في غزة تجاه حماس والمقاومة، في ضوء المجازر والتدمير، وتأثير الجوع والإبادة والتهديد بالهجرة، واحتمالات حلّ السلطة الفلسطينية وإنشاء إدارة جديدة بنظام جديد في الضفة الغربية وقطاع غزة. بالإضافة لخروج حزب الله من المشاركة الفعلية في معركة طوفان الأقصى، وسقوط نظام الأسد في سورية، وما تبعه من استحقاقات وتوجّهات للنظام الجديد.
ومن ثم قدّم التقدير جملة توصيات لصانع القرار الفلسطيني في مواجهة التحديات، فأكد على أنّ مستقبل قطاع غزة والضفة الغربية هو شأن فلسطيني داخلي، ودعا التقدير إلى توحيد الموقف الفلسطيني في وجه الهجمة الشرسة للاحتلال خلال الطوفان، والتي يهدف من خلالها إلى إنهاء القضية الفلسطينية، واقتلاع الشعب الفلسطيني من أرضه بالقوة. وأوصى التقدير بتشكيل جبهة وطنية فلسطينية موحّدة تقود عمليتَي الحرب والتهدئة وفق قواعد المشاركة السياسية وعدم الإقصاء.
كما أوصى بتعزيز ثقافة المشاركة والمواطنة في أوساط الحركات والهيئات الفلسطينية بما يرقى للوقوف في وجه محاولات الاحتلال في التقسيم والشرذمة. وأكد التقدير على مبدأ عدم تجريم المقاومة الفلسطينية المسلحة أو اتهامها بأي شكل من الأشكال. ودعا إلى تكثيف الجهود لوقف الحرب على غزة، وجرائم الإبادة والتهجير والتدمير، وتجريم الكيان الإسرائيلي عالمياً ومعاقبته وعزله، وإجباره على الانسحاب.
No widgets found. Go to Widget page and add the widget in Offcanvas Sidebar Widget Area.