“عصفورية” اللجنة الأولمبية
كنت قد حذّرت في وقتٍ سابقٍ، وتحديدًا في 23 شباط 2025، عبر مقالةٍ، من أن التحريض والعبث بالرياضة من بوابة لعبة السباحة هو أمر بالغ الخطورة… وها نحن اليوم نقف على حافة الهاوية وقد وقع المحظور.
إذا ما تتّبعنا أسباب انهيار لعبة السباحة أوّلًا، والذي تلاه انقسام أو تفكّك اللجنة الأولمبية اللبنانية، نجد أن “الكابتن” يقف في صلب هذا التدمير المُمنهج للرياضة اللبنانية، في وقتٍ يُفترض فيه أن نسعى جميعًا إلى لملمة الجراح. كأننا في زورقٍ غارق نحاول سدّ ثقوبه، بينما يتعمّد أحدهم، عن سابق إصرار، إحداث ثقبٍ آخر في الجهة المقابلة.
– ألم تشعر بالخجل، أيها “الكابتن”، وقد خالفت أوّل بندٍ من المبادئ الأساسية للشرعة الأولمبية، وهو رفض التدخلات السياسية؟ أنت المسؤول الأوّل عن تسييس الرياضة اللبنانية وتحريض فئةٍ ضد أخرى.
– وإن سلّمنا جدلًا بأنّ في اتحاد السباحة من ضعفت نفوسهم وفتحوا الأبواب لرياحٍ خارجيةٍ، وكانوا بمثابة “حصان طروادة”، فإنهم – بوعي أو من دونه – كانوا الشرارة التي أحرقت الهيكل على رؤوس الجميع.
– لكن، ألا يوجد بينكم – أنتم صنّاع القرار في الطرفيْن – شخصٌ واحدٌ عاقلٌ يرفض هذا الانقسام الذي أدّى ويؤدّي إلى تدمير ما تبقّى من الرياضة في الوطن؟!
– ما جرى في اليومين الماضيين يفوق الخيال… وكأنّنا في “عصفوريةٍ” لا تضمّ مسؤولًا واحدًا عاقلًا قادرًا على تجنيبنا هذه الحرب، التي لن يدفع ثمنها سوى الرياضيين.
– وأنت، أيها المسؤول من الصفّ الأول، إلى أي فئةٍ انتميت، وأنت صاحب التاريخ الرياضي المُشرّف؟ لقد وقعت، وبلا شك، في لعنة وفخ التاريخ، ووصمت مسيرتك بعار المشاركة – ولو عن غير قصد – في تدمير المرفق الرياضي الذي صمد لنحو خمسين عامًا من الحروب، وكان في أشدّ الأوقات رمزًا لوحدة اللبنانيين.
– ألم تشعروا بالخجل من رئيس الجمهورية، الذي يحمل على عاتقه مسؤولية إعادة الإعمار، ويعمل بكل طاقته لتوحيد اللبنانيين؟ وبفعلكم هذا خذلتموه، وأحبطتم مساعيه، بدلًا من أن تكونوا شركاء في مشروعه.
– لعنة التاريخ ستلاحق كلّ من شارك وحرّض وانتخب وسوّق وألقى خطابًا ساهم في سقوط الهيكل.
– الضرر وقع، نعم… ووقعتم أنتم فيه، وأوقعتم لبنان معكم في المحظور.
استفيقوا… وحاولوا إصلاح ما خرّبتم. عودوا إلى رشدكم…
وأوقفوا هذه “العصفورية” التي لن تهدم سوى الرياضة ولن تسحق سوى الرياضيين.
نسيب صعب (نادي الجزيرة الرياضي)
مع الشكر لتعاونكم بنشر هذه المقالة
وتفضلوا بقبول فائق الاحترام
زميلكم محمد فواز