بقلم: النائب د. ايمن ابو هنية
العلاقات الأردنية العراقية لم تُبنَ على ملعب كرة قدم، ولن تهتز بصافرة مباراة أو قرار رياضي متسرع. فما يربط عمّان ببغداد أعمق من المناسبات، وأرسخ من أي خلاف عابر، مهما حاول البعض تضخيمه أو استغلاله.
ما حدث مؤخرًا من احتجاج الاتحاد العراقي على إقامة مبارياته في الأردن، وقراره بعدم مواجهة فلسطين على الأراضي الأردنية، لم يكن في حجمه الطبيعي، بل ترافق مع حالة من التجييش غير المبررة، استندت إلى مقطع فيديو مفبرك تم تداوله لإثارة الرأي العام العراقي.
الأردن، كعادته، لم يصمت. بل بادر وزير الخارجية أيمن الصفدي إلى الاتصال بنظيره العراقي، مؤكدًا زيف الفيديو، ورفض المملكة لأي إساءة تمس العراق وشعبه، وهو موقف دبلوماسي راقٍ يعكس حرص القيادة الأردنية على ضبط النفس، وحماية العلاقات الأخوية من الانزلاق نحو الفتنة.
الشعوب تعرف من يقف معها وقت الشدائد، وتدرك أن من فتح الأبواب والقلوب لا يمكن أن يُعامل كخصم. الأردن احتضن العراقيين في أقسى المراحل، ولم يسألهم عن موقف سياسي ولا انتماء كروي.
الخلافات تُحل، والملفات تُراجع، أما الأخوّة الحقيقية فهي التي تُختبر في مثل هذه اللحظات. ومن هنا، تبقى العلاقة الأردنية العراقية فوق كل المواقف العابرة، لأنها علاقة شعبين يعرفان جيدًا معنى الوفاء والتاريخ المشترك.
اما بشأن قرار ومطالب الاتحاد العراقي بعدم خوض المباراة في الأردن، فهو قرار مؤسف ومتعجل، لا يعكس نبض الشارع العراقي المحب للأردن، ولا يخدم المسار الرياضي الذي يجب أن يبقى بعيدًا عن التوترات.