الانتخابات البلدية بين رابح وخاسر وصراع المحادل،
يبقى صندوق الاقتراع بداية الطريق
كتبت: نضال شهاب
تُشكّل الانتخابات البلدية في لبنان محطّة ديمقراطية دورية إلى حدٍّ ما، تفتح الباب أمام التنافس المحلي، حيث تختلط فيها الحسابات العائلية والسياسية والخدماتية.
يأتي هذا بالطبع في ظل غياب المحادل الانتخابية أو التعيينات البلدية.
في كل دورة، تتبدّل الوجوه والتحالفات، أو حتى التمثيل الحزبي، لكن الثابت الوحيد هو أن البلديات تبقى مرآة للتوازنات الاجتماعية والسياسية في المناطق كافة.
في المشهد البلدي،
يتوزّع اللاعبون بين من يعدّ العدّة مبكرًا، يبني تحالفاته وخدماته وحضوره … ويطرح مشروعه، وبين من يجد نفسه في مواجهة ما يُعرف بالمحادل الانتخابية، وهي تحالفات ضخمة تحسم النتائج قبل بدء المعركة.
وبين هذا وذاك، يظهر الفرق جليًّا بين من يدخل المنافسة مستعدًا، وبين من يُفاجَأ بالموازين المتغيّرة.
ومثل كل استحقاق، تشهد بعض المدن والبلدات في لبنان معارك شرسة بين لوائح متنافسة، بينما تُحسم أخرى بالتزكية أو بتفاهمات مسبقة.
وحبّذا لو تتحوّل المحادل الانتخابية أو التحالفات السياسية إلى تزكيات انتخابية تعبّر عن كفاءة المرشحين، لا أن تبقى مجرّد استفتاءات شعبية تفتقر إلى التمثيل الفعلي من حيث الكفاءة والتمكن والاستقلالية والشفافية…
وللأسف، فبعض الاصطفافات والتحالفات، أكانت حزبية أم عائلية، تفرض على المجتمع أشخاصًا لا يفقهون بأدنى مقومات العمل البلدي، لا بل منهم من يفتقر حتى للكتابة والقراءة.
في كل الحالات، يبقى الرهان على أن تُترجم هذه المعارك إلى مشاريع حقيقية وخطط إنمائية تلامس حاجات المواطنين، وما أكثرها.
وبالطبع، فالتحديات التي واجهتها السلطة المحلية وستواجهها متنوّعة، وعلى من يعدّ العدّة لخوض التجربة أن يخطط لتذليل العقبات قبل طرح الخطط والمشاريع، فعائدات البلديات من الصندوق البلدي المستقل ضئيلة جدًا، كونها تُصرف بالليرة اللبنانية، ولا تكفي لأجور العمال أو حتى لرفع النفايات أو للقيام بأدنى الواجبات الروتينية التي تلقيها الحكومة على السلطات المحلية.
في النهاية، لا رابح حقيقي إلا من ينفّذ وعوده، ولا خاسر فعليّ إلا من يخذل ثقة الناس به. فصندوق الاقتراع ليس نهاية الطريق، بل بدايته.