رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون رعى الذكرى الـ 40 لشهداء الصليب الأحمر اللبناني

رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون رعى الذكرى الـ 40 لشهداء الصليب الأحمر اللبناني
 رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون رعى الذكرى الـ 40 لشهداء الصليب الأحمر اللبناني
برعاية رئيس الجمهورية اللبنانية العماد جوزاف عون ممثلاً بـوزير الإعلام بول مرقص، أحيا الصليب الأحمر اللبناني الذكرى الأربعين لشهدائه تحت شعار “وإنت، شو بخليك تكمّل؟” في حفل أقيم مساء أمس الأحد 27 نيسان الجاري، على المدرج الروماني في ذوق مكايل، بحضور كبار المسؤولين من بعثات الحركة الدولية للصليب الأحمر والهلال الأحمر الموجودة في لبنان، ورئيس بلدية ذوق مكايل الياس بعينو، وحشد من الصليب الأحمر اللبناني من أعضاء اللجنة التنفيذية ومسؤولين وإداريين ورؤساء وأعضاء من الفروع ومسعفين ومتطوعين من مختلف القطاعات والدوائر والوحدات وأهالي الشهداء.
          أستهل الحفل بالنشيد الوطني ونشيد الصليب الأحمر اللبناني ووقوف دقيقة صمت لذكرى الشهداء، وبعد ترحيب بالحضور من المسعف سيزار عون،  ألقى رئيس مركز قرنة شهوان المسعف دانيال الجميل كلمة اللجنة المنظمة  للحفل، ومن ثم  تحدث أمين عام الصليب الأحمر اللبناني جورج الكتاني موجهاً تحية إلى المتطوعين مقدراً جهودهم وإلتزامهم بالعمل التطوعي وبالمبادئ الإنسانية الأساسية في مهماتهم، وأكمل قائلاً: “من هذا المنبر، منبر الشهداء الأبرار، بإسمي شخصياً وباسم كل متطوع ومُنتمٍ إلى الصليب الأحمر اللبناني، وباسم الحركة الدولية للصليب الأحمر والهلال الأحمر، أودّ أن أوجّه  أسمى مشاعر الأسى لفقدان زملاء لنا، مسعفين وموظّفين سقطوا على مذبح العمل الإنساني وكان هدفهم الخدمة الإنسانيّة”.
وأضاف الكتاني: “إسمحوا لي أن أتوجّه كذلك بأسمى مشاعر المواساة لفقدان إخوة لنا أيضاً في جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني الذين فقدوا أرواحهم من حوالي شهر تقريباً بإستهداف غادر، نحن مُتطوعون لخدمة الإنسان، نحن لسنا أهدافاً للتصويب والقتل، المطلوب دائما وبكل الظّروف حماية المتطوعين والعاملين بالمجال الإنساني وتطبيق فِعلي للقانون الدّولي الإنساني، فنحن للإنسان أينما كان وكائناً من كان”.
ثم القى رئيس الصليب الأحمر اللبناني الدكتور أنطوان الزغبي كلمة أعلن فيها عن البدء بالعمل على إنشاء متحف للذاكرة الإنسانية للصليب الأحمر اللبناني  وجناحاً مخصصاً للشهداء الأبرار، وقال في كلمته:  ” لقد مرّ وطننا بظروف قاسية، وأنتم أدرى بالصعوبات التي هدّمت بنية لبنان، ورغم ذلك بقي الصليب الأحمر اللبناني ملاذ الإنسانية، وبقيـتـم رسل الشرف والتضحية والخدمة بلا مقابـل. بقيـتم ركن المساعدة، متـشـبثـين بالعطاء، ومثابرين في التطوع بكل أبعاده”. وأضاف أيضاً: ” مهمتنا وطنية بكل معنى الكلمة، نابعة من صفاء أصالتنا ومن تربية بيوتنا،  حافظنا عليها، وطورناها بتطوع لا لبس فيه، محترمين مبادئنا العالمية وخصوصيتـنا المميزة من عيش كريم ومشترك”.
وختم الزغبي قائلاً: “كل هذا جعل من  الصليب الأحمر الحلقة الأولى في الأمن والأمان الصحي وجعل من إسعافه جسر عبور الى قلب أمة خدمناها بكل ما أوتيـنا من شجاعة وتضحية وايمان، وبادلتنا الإحترام والمحبة والسخاء”.
وبعد ذلك ألقى الوزير مرقص كلمة قال فيها: ” باسم فخامة رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون، وبتكليفٍ كريمٍ منه، يشرفني أن أكونَ بينكم اليوم في هذه المحطة الوطنية الإنسانية النبيلة، حيث نجتمعُ وفاءً لمن جعلوا من حياتهم رسالةَ تضحيةٍ وإخلاصٍ. خمسةَ عشرَ شهيدًا، من بينهم مَن ارتقى في مخيمِ نهرِ البارد، ومنهم مَن واجهَ الموتَ بشجاعةٍ في حربِ تموز وفي صراعاتٍ أخرى، فسقطوا دفاعًا عن الإنسان، عن قيمِ الرحمة، وعن مبدأ أن نجدةَ الآخر لا تعرف حدودًا ولا تمييزًا”.
وتابع: ” لقد علمنا شهداؤنا أن العمل الإنساني التزامٌ لا تهزّه رياحُ السياسة ولا تُعطلهُ تحدياتُ النزاعات. وكما جاء في أحد مبادئ الحركة الدولية للصليب الأحمر والهلال الأحمر:
“في قلب كل عمل إنساني، يكمن التزامنا بأن نقف مع الإنسان، لا مع طرف ضد آخر.”
ومن هذا المنطلق، تبرز اليوم مسؤولية جماعية تتطلب منا تكريس الجهود الوطنية لتثبيت احترام مبادئ القانون الدولي الإنساني (International Humanitarian Law – IHL)، والعمل على حماية المسعفين والمتطوعين الذين يضعون حياتهم في خدمة الحياة والسلام” .
وتابع مرقص : “إن انتهاك حرمة الجسم الطبي والإنساني، الذي نشهده في بعض الأحداث، يُعد تهديدًا وجوديًا لمستقبل العمل الإنساني، ما يستدعي وضع إطار مؤسساتي متكامل يقوم على:
  •  تعزيز نشر ثقافة احترام العمل الإنساني، عبر برامج توعيةٍ منهجيةٍ تُنفذ بالشراكة مع وسائل الإعلام والمدارس والجامعات.
  • تنظيم دورات تدريبية منتظمة بالتعاون مع الجهات الرسمية، لتأهيل الكوادر الإنسانية وتحصينهم بالمعرفة القانونية اللازمة أثناء أداء واجباتهم
  • تطوير التشريعات الوطنية بما يكفل حماية شاملة للمسعفين والمتطوعين والجسم الإنساني والطبي اللبناني” .
ورأى : “إن ترجمة هذه التوجهات إلى خطط عمل ملموسة ستشكل أوفى تحية لشهداء الصليب الأحمر اللبناني، وستضمن حماية من حملوا رسالة الإنسانية في أحلك الظروف.
وختم مرقص: ” إننا اليوم، إذ نستحضر ذكرى شهدائنا، نعيد التأكيد أن لبنان الذي أنجب أبطال الصليب الأحمر، سيظل وطن الرسالة والكرامة الإنسانية. تحيةَ تقديرٍ لكل متطوعٍ ومتطوعة. تحيةَ وفاءٍ إلى أرواحِ شهدائنا الخالدين. عشتم، عاش الصليب الأحمر اللبناني، وعاش لبنان” .
وتخلل الحفل، لوحات فنية ونشيد الشهداء وعرض فيديوهات مختلفة من وحي المناسبة،  ومشاهد مصورة للمسعفين من المراكز التي عملت خلال الحرب، وكما في كل عام تم توزيع رمز الذكرى على أهالي الشهداء تكريماً لهم.
No widgets found. Go to Widget page and add the widget in Offcanvas Sidebar Widget Area.