جولة فرنسية لمهنا شارك خلالها في مؤتمر “التحولات الكبرى في الشرق” وعدة فعاليات في غرنوبل وباريس مهنا: الدفاع عن قضايا الشعوب العادلة وفي المقدمة فلسطين واجب في مواجهة موت القانون الدولي

جولة فرنسية لمهنا شارك خلالها في مؤتمر “التحولات الكبرى في الشرق” وعدة فعاليات في غرنوبل وباريس مهنا: الدفاع عن قضايا الشعوب العادلة وفي المقدمة فلسطين واجب في مواجهة موت القانون الدولي

جولة فرنسية لمهنا شارك خلالها في مؤتمر “التحولات الكبرى في الشرق” وعدة فعاليات في غرنوبل وباريس

مهنا: الدفاع عن قضايا الشعوب العادلة وفي المقدمة فلسطين واجب في مواجهة موت القانون الدولي

شهدت مدينة غرنوبل في فرنسا مؤتمراً تحت عنوان “الشرق الأوسط: التحولات الكبرى – آفاق متقاطعة: لبنان، سوريا، فلسطين”، الذي نظمته مدينة غرنوبل وجمعية أفكار وهماكوب و”عامل فرنسا. شارك في المؤتمر نخبة من الخبراء والباحثين، وتناولوا التحولات الجيوسياسية في لبنان وسوريا وفلسطين، ودور المنظمات الإنسانية والتطوعية في مواجهة الأزمات الإنسانية، وخاضوا نقاشات معمّقة حول التغيرات السياسية والأمنية في الشرق الأوسط، والتحديات التي تواجه المجتمعات المحلية، مع استعراض الحلول الممكنة والتدخلات الإنسانية الفعالة.

جاءت مداخلة الدكتور كامل مهنا تحت عنوان “الالتزام بالإنسانية والتضامن والكرامة في عمل جمعية عامل: الاستجابات الإنسانية والآفاق المستقبلية”، وسلّطت الضوء على الدور الأساسي للمؤسسات الإنسانية في دعم المجتمعات المتضررة، وتحقيق العدالة الاجتماعية، وضمان استمرارية الجهود الإنسانية في ظل الأوضاع الإقليمية المتغيرة. واعتبر مهنا أن مؤسسة عامل الدولية أصبحت نموذجاً للعمل الإنساني نتيجة لالتزامها بقضايا الفئات الشعبية ودفاعها عن الحقوق والكرامة في مواجهة كل أشكال الظلم، والالتزام بقضايا الشعوب العادلة وفي المقدمة فلسطين، كما أكّد أن الحرب الشعواء التي شهدها لبنان وتلك المستمرة في غزة لا تزيد المؤسسة إلا قوة وتمسكاً بحقوق الإنسان وكرامته. وأضاف أن “عامل” ماضية في تطبيق مبدأ التضامن المجتمعي في برامجها وأنشطتها، تعزيزاً للمواطنة وشد الأواصر الاجتماعية كواحدة من الاستجابات الرئيسة للحرب.

ورأى أن المؤسسات الإنسانية قد لعبت دوراً هاماً جداً في مساندة الناس وتعزيز صمودهم في لبنان، وأن هذه المؤسسات قادرة على المشاركة الفعالة في بناء لبنان وسوريا وغزة متى توفرت الظروف الدولية لإنهاء الإبادة وإرساء الاستقرار السياسي والأمني والاجتماعي في المنطقة، الأمر المرهون بمدى جدية العالم في محاسبة الجرائم التي ترتكبها إسرائيل بحق القوانين والاتفاقيات الدولية.

كما التقى مهنا بفريق “عامل فرنسا” برئاسة الدكتور غي غوسيه والمديرة التنفيذية ماري ماتز وعضو الهيئة الإدارية الدكتور آلان دونتان، لمناقشة سبل تعزيز جهود مؤسسة عامل على المستوى الدولي، وخصوصاً النضال من أجل تغيير السياسات العالمية لصالح الشعوب، والاستجابة الملحة لقضايا تهدد مصير الإنسانية، كاتساع رقعة النزاعات والحروب والأوبئة، في مواجهة كل أشكال الاستعمار الجديد، والسعي لأن يكون العمل الإنساني مبنياً على التضامن والكرامة الإنسانية ورفض ازدواجية المعايير، خاصة بين الشرق والغرب، والالتزام بالقضايا العادلة للشعوب، وفي مقدمتها قضية فلسطين التي تشكل جوهر أي عمل إنساني.

أما في باريس، فقد التقى مهنا برفقة منسقة الصحة في عامل ماريون فابر مع فريق في وزارة الخارجية الفرنسية، بحضور السفير فيليب لاليو، رئيس خلية الأزمات والتضامن، والمدير العام في الخلية بيار سالينيون، والفريق المساعد. ناقشوا خلال اللقاء الشراكة مع خلية الأزمة والتضامن بين المؤسسات الإنسانية، والتي تتمحور حول صون حقوق الناس وبناء مجتمع أكثر عدالة ومساواة للجميع.

كذلك التقى مهنا مع رئيس جمعية “أطباء العالم”، الدكتور جان فرانسوا تورتيه، ومسؤولة العلاقات الدولية إلينا شانيل، ومسؤول منظمة “بريميير أورجانس”، حيث تحدث مهنا حول أهمية الشراكات العادلة بين دول الشمال والجنوب، وهو الهدف الذي وُجدت من أجله حركة عامل الدولية، وأهمية العمل الإنساني العادل الذي يساهم في الحد من عدم المساواة، والنموذج المدني المنحاز للفئات الشعبية الذي تقدمه “عامل” في العالم، خصوصاً بعد تطورها على المستوى الدولي للعمل من أجل التغيير في جميع أنحاء العالم، وقد تم ترشيحها مرات عدة لجائزة نوبل للسلام تكريماً لجهودها في مساندة بسطاء الناس والقطاعات المهمشة.

وفي نهاية الجولة الباريسية، التقى مهنا مع الوزير السابق أكزافييه إيمانويلي، رئيس منظمة “ساموسوسيال”، حيث ناقش الطرفان أهمية الشراكة والتضامن بين المنظمات الإنسانية ، والعمل على توظيف هذه الشراكة في الفضاء الإنساني الأوروبي، سعياً نحو تصويب السياسات والبرامج الإنسانية بما يخدم مصلحة الناس.

كما التقى مهنا مع الدكتور جان مارك أيوبي، رئيس الجمعية الطبية الفرنسية اللبنانية، والأمين العام الدكتور جورج نصر حيث تمحور اللقاء حول ضرورة النهوض بالقطاع الصحي في لبنان، وتعزيز مرونته وقدرته على الصمود في ظل الأزمات المتتالية. كذلك التقى مع الوزير السابق برنار كوشنير ورئيس أطباء العالم السابق باتريك إبراه ورئيسة جمعية FXB ألبينا بواسوف.

وصرّح مهنا في نهاية الجولة: “إن عامل التي نشأت لتكون حركة تحرر إنساني للشعوب، تقدم للعالم طريقاً جديداً يقوم على مقاربتي الكرامة والتضامن، لا الشفقة والفوقية، لأن أي عمل إنساني لا يكون تحريرياً للناس لأخذ مصيرهم بأيديهم لا يمكن أن يكون إنسانياً بالفعل”. واعتبر أن المؤسسات الإنسانية مطالبة بلعب دور المحرّك في كل ميادين الحياة، وليس في التنمية والاستجابة لحالات الطوارئ فقط، بل أيضاً في مجالات السياسة، والاجتماع، والإعلام، والتربية، لأننا مسؤولون أمام الشعوب التي نتحدث بصوتها، خصوصا فيما يتعلق بعدالة قضية فلسطين وإدانة عملية الإبادة في غزة، ولن نقبل أن يبتلعنا النظام العالمي كما حصل مع الكثير من المنظمات.

أما عن الوضع في لبنان، فأكّد مهنا أن المؤسسة قد نشأت من رحم الأزمات والطوارئ في لبنان، وهي قادرة على التعامل مع أي ظرف من خلال خبرتها والتزامها الأخلاقي. واعتبر أن “عامل” اليوم هي مقصد لكل الملتزمين بالعدالة والإنسانية، وهي ملك للناس في كل مكان، ولن تتنازل عن مبادئها ودورها في المساهمة بالدفاع عن القضايا المحقة مهما كانت المعوقات، داعياً العاملين والناشطين في مجال حقوق الإنسان والقضايا الإنسانية إلى تشكيل قوة ضاغطة لإنهاء الإبادة في غزة، وكل الحروب التي تهدد المنطقة والعالم بانفجار كبير.

No widgets found. Go to Widget page and add the widget in Offcanvas Sidebar Widget Area.